السبت، 14 أبريل 2012

أهالى سيناء ينظمون مسيرة لطلاء صخرة ديان بالعلم المصرى فيديو


"صخـــــــرة ديــــــــان
قنبلة صهيونية موقوتة في قلب سيناء 
مسمار جحا جديد مقام على جزء غال من الأراضى المصرية 
 «حائط مبكى» جديد فى قلب سيناء 
 أهالى سيناء ينظمون مسيرة لطلاء صخرة ديان بالعلم المصرى


صخرة ديان مسمار جحا جديد مقام على جزء غال من الأراضى المصرية هل من الممكن أن تتخيل أن هناك نصبا تذكاريا للشهيد عبدالمنعم رياض يقبع فى قلب تل أبيب أو بجوار الكنيست «الاسرائيلي»؟ وهل لنا أن نتصور أن الشهداء المصريين فى حرب 48 أقيم لهم نصب فى الاراضى التى احتلتها اسرائيل، وأن عائلاتهم لا تزال تزور هذا النصب لتقرأ لهم الفاتحة؟ بالطبع، فإن الاجابة المنطقية هى مستحيل أن يكون هذا أو ذاك. 
 ولكن هذا المستحيل أصبح أمراً واقعاً عند الاسرائيليين الذين نجحوا فى إقامة نصب تذكارى لأحد عشر طيارا إسرائيليا بمدينة الشيخ زويد، فى قلب سيناء المصرية. ولا يزال هذا النصب قائما منذ عام 1967 وحتى الآن، جاثما على أرض سيناء الحبيبة، رابضا فوق ثراها الطاهر الذى ووريت أجسام شهدائنا الابرار فيه، راكضا على ترابها الذى سالت عليه دماء المصريين الذكية، يتحدى كل من ينظر إليه من المصريين، ويخرج له لسانه، هذا فى الوقت الذى لا يوجد فيه حتى الآن نصب تذكارى يمجد ويخلد أسماء شهداء «أسرى الحرب» المصريين الذين قتلتهم إسرائيل فى سيناء عام 1956 وعام 1967، ونهشت جثثهم كلاب البراري، وذئاب الصحراء، ولا يعلم أحد بمقابرهم. ترجع بداية تلك القصة إلى 1967 حينما سقطت طائرة عسكرية إسرائيلية بمدينة الشيخ زويد بالعريش، بالقرب من رفح المصرية، وكانت تضم حينذاك أحد عشر طيارا إسرائيليا لقوا حتفهم جميعا، وأمر «موشيه ديان» وزير الدفاع «الاسرائيلي» آنذاك بنحت صخرة ضخمة من جبل موسى المقدس بدير سانت كاترين لإضفاء نوع من القدسية على النصب المنحوت على ثلاث وجهات، الأولى على شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر تعبيرا عن الخوف من الصهاينة، والوجهة الثانية على شكل خريطة سيناء منكسة، والثالثة على شكل خريطة فلسطين، كما يراها الاسرائيليون، بينما حفرت أسماء الطيارين الإسرائيليين على الصخرة باللغة العبرية، وثبتت فى أعلى مكان بالشيخ زويد ليراها جميع أهالى سيناء.


الإيحاء الأخر الذى تمثله الصخرة، التى سميت باسم «صخرة ديان» يتمثل فى ضخامتها ارتفاعها لتوحى بالهزيمة والانكسار. والمثير أن هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلى «حائط مبكي» جديد يحج إليه الاسرائيليون كل عام ليذرفوا دموع التماسيح على قتلاهم، وليتحول الأمر إلى مسمار جحا جديد على أرض مصر، يضاف إلى «أبوحصيرة» والمعبد اليهودي، وغيرهما من الأماكن على الأراضى المصرية. الأخطر أن النصب تحول إلى مزار سياحى للمصريين يحرصون على زيارته عند ذهابهم إلى سيناء، ويلتقطون الصور التذكارية بجواره، ومن المفارقات العجيبة أن صخرة ديان مقامة على أرض مملوكة لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية فى العريش، وهو المجاهد إسماعيل خطابي، وحينما أقام ديان النصب، اعترض المجاهد إسماعيل خطابى على إقامته على ارضه، وتقدم بعدة شكاوى الى جهات دولية، ومنها الصليب الاحمر، مطالبا فيها بحقه وتمسكه بأرضه، وشاركه إخوته فى هذه الشكاوى وبسبب اعتراضه على بقاء هذا النصب على أرضه، اعتقلته السلطات الإسرائيلية خمس مرات، وبعد انتصار أكتوبر، توقع خطابى عودة أرضه إليه، وإزالة صخرة ديان، رمز الاهانة ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، محمد هندي، ناشط سياسى وحقوقى والمتحدث الاعلامى لحركة ثوار سيناء، قال إن أهالى سيناء يشعرون بالعار بسبب صخرة ديان التى تحمل أسماء أحد عشر جنديا إسرائيليا، ولم يتخيلوا أن يتم التغاضى عن هذا النصب الذى يحمل أسماء الجنود الاسرائيليين الذين ارتكبوا مذبحة للجنود المصريين. وأشار محمد هندى إلى أننا نمهل المسئولين فرصة لإزالة النصب قبل قيامهم بتحطيمه ورفع العلم المصرى فى 25 أبريل عيد تحرير سيناء بدلا منه. 
على جانب آخر، يرى سياسيون وخبراء قانون دوليون أن من حق مصر إزالة هذا النصب، حيث يؤكد الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أستاذ القانون الدولى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن سيناء كلها ملك لمصر، وبالتالى فأى منشآت تقام على أرض سيناء أو أى جزء من أرض مصر هى ملك للشعب المصري، ومادامت هذه الصخرة أو هذا النصب على أرض مصرية، فمن حق المصريين أن يتصرفوا فيه وأن يفعلوا به كيفما يشاءون. مشيراً إلى أنه ليس من حق أى أنسان، أيا كان، أن يسمى أى مكان فى أرض مصر باسمه، فما بالنا إذا كان هذا الجزء مسمى باسم واحد من ألد أعدائنا، ومقاما على أعز وأغلى جزء من أرضنا؟
 ويشير الدكتور حازم عتلم، أستاذ القانون الدولى بجامعة الزقازيق، إلى أنه لاتوجد مساءلة دولية فى حالة إزالة مصر لهذا النصب، وإنما تخضع هذه الأمور لقواعد المجاملات بين الدول، أما الدكتور محمد شوقي، أستاذ القانون الدولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فيجزم بأنه لا يوجد فى اتفاقية السلام المصرية ـ 
الاسرائيلية أى بند يتكلم عن هذا الامر، لأن هذا ـ حسب رأيه ـ من الأمور الترفيه. توجهنا الى السيد اللواء السيد عبدالوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، الذى أكد أن إنشاء هذا النصب كان بقرار سياسي، وأن إزالته تحتاج الى قرار سياسى أيضاً.







ليست هناك تعليقات: