الجمعة، 13 أبريل 2012

لماذا يعتبر عمر سليمان عدو الثورة الأول؟


عدو الثورة الأول 
لثورة يناير العظيمة أعداء، ما أكثرهم! 
 عمر سليمان.. هو مهندس دفع الجزية لإسرائيل.
 نعم... هو من باع غازنا لإسرائيل. 
نعم... هو من أبرمت اتفاقية الكويز على عينيه 
نعم.. هو من تسبب فى أزمة المياه مع دول المصب



ولو كان لى أن أصنفهم فإننى أضع السيد اللواء عمر سليمان فى القمة، فهو عدو الثورة الأول، والأخطر. 
 لماذا يعتبر عمر سليمان عدو الثورة الأول؟ 
لأسباب كثيرة جدّا، أهمها ثلاثة، 
 أولاً: إن القربى التى بين عمر سليمان وإسرائيل وصلت إلى درجة اعتبره معها الكثير من أبناء الشعب المصرى رجل إسرائيل الأول فى مصر والوطن العربى، يؤيد ذلك تصريحات رئيس الموساد السابق، إيلى كوهين، فى نوفمبر 2011، التى راهن فيها على رئاسة عمر سليمان لمصر، وأنه الخيار الأفضل لإسرائيل، إن عمر سليمان هو من حوّل مبارك إلى كنز استراتيجى لإسرائيل باعترافهم. 
 تمكن هذا اللواء عبر عقدين من الزمن فى قمة جهاز المخابرات المصرية العامة والعسكرية من صنع شبكة علاقات قد تكون الأكبر من نوعها فى العالم أجمع. 
هو عدو كل حركات المقاومة ضد إسرائيل وأمريكا، واتصالاته المخابراتية بجميع أجهزة المخابرات أقوى من أن يتخيلها أحد. 
حين قامت الثورة المصرية أنجزت المصالحة الفلسطينية فى عدة ساعات، وبه تعطلت «لحساب العدو» سنوات وسنوات. 
عمر سليمان ابن حى الدرب الأحمر، «وليس ابن قنا كما يشاع عنه»، حين بلغ الستين من عمره صدر له قانون خاص «رئيس المخابرات يُعَيَّنُ ويُقالُ من رئيس الجمهورية»، هكذا... بمنتهى البساطة، بدون أى اشتراطات فى السن أو المؤهلات أو الخبرة، لذلك من الطبيعى أن يصبح هذا الموقع موقعًا لصاحب الولاء، ولمن «ينجز المطلوب»، والمطلوب فى الفترة التى تولى فيها السيد سليمان هو دفع الجزية لإسرائيل لكى تشفع لمبارك فى واشنطن. 
 عمر سليمان.. هو مهندس دفع الجزية لإسرائيل. 
ثانيًا: السيد عمر سليمان هو حاكم مصر الفعلى فى كثير من الملفات خلال السنوات العشر الماضية، فهو المسؤول عن كل ما حدث على المستوى الدولى والإقليمى لعلاقات مصر الخارجية فى أغلب المجالات، وهو أهم مسؤول عن كل الفشل الذى وصلت له الدولة المصرية، وكان يحرك مبارك فى أغلب القرارات. 
له نصيب فى كل قطرة دم سالت من طفل فلسطينى فى غزة، له نصيب فى كل قطرة ماء منعت وستمنع من الوصول إلى نهر النيل لكى تروى عطشنا أو زرعنا، له نصيب فى كل اتفاقيات الذل والخضوع التى وقعتها مصر لصالح إسرائيل، الكويز، وتصدير الغاز وغيرهما. 
نعم... هو من باع غازنا لإسرائيل. 
نعم... هو من أبرمت اتفاقية الكويز على عينيه. 
نعم.. هو من تسبب فى أزمة المياه مع دول المصب واسألوا وفود الدبلوماسية الشعبية التى ذهبت لهذه الدول بعد ثورة يناير، وكيف وجدوا الغصة والمرارة عند رؤساء هذه الدول وهم يتحدثون عن إهاناته الشخصية لهم برغم أنهم يتحكمون فى مياه النيل! 
إن عودته كرئيس للدولة المصرية لا تعنى سوى المزيد من التنازلات لإسرائيل وأمريكا، والمزيد من القطيعة مع كل الدول التى يهمنا أمرها بالفعل. 
 على المستوى الداخلى عمر سليمان هو المسؤول عن كل قرار بالبطش اتخذته أنياب السلطة فى مصر، وهو المسؤول عن ترك جمال مبارك وأصدقائه يرتعون فى المحروسة كيف شاؤوا، فهو الأقرب لأذن المخلوع، ولو شاء لنطق بكلمة لا، أو لاستقال، ولكن - شأنه شأن كل العسكر - لا يستطيع أن يقول لا للقائد الأعلى للقوات المسلحة حتى إذا كان القائد خائنًا، بل يتواطأ معه على الخيانة لكى يستمر فى موقعه. 
 إن مسؤولية عمر سليمان عن كل هذه الملفات الخارجية والداخلية تجعله الحاكم الحقيقى لمصر فى أغلب ملفات الحكم الحقيقية، وتجعل وجوده فى القصر الجمهورى إعلانًا بانتهاء ثورة يناير، أو إعلانًا عن بدء ثورة جديدة، لقد قامت الثورة ضد عمر سليمان تمامًا كما قامت ضد حسنى مبارك. 
 أما السبب الثالث لاعتبار اللواء سليمان عدو الثورة الأول ... فهو بسبب حدث شهدته بنفسى، ذلك أننى قد قابلت السيد اللواء فى يوم الأحد السادس من فبراير 2011 فى مقابلة شهيرة، وكنت مكلفًا بذلك من الجمعية الوطنية للتغيير لتوصيل شروط الميدان لبدء التفاوض، وكان الشرط الأول هو رحيل مبارك، وفى تلك المقابلة كان من الواضح أن ولاء الرجل لمبارك ولاء كامل مكتمل، وتحيزه للنظام الذى أفقر المصريين وأذلهم تحيز لا شك فيه! 
 لاحظ معى حين أدى السيد سليمان اليمين الدستورية كنائب للرئيس المخلوع قائلاً بصوته الأجش: «وأن أحترم الدستور والقانون»، فمد الرئيس المخلوع يده ليصافحه، فلم يمد السيد سليمان يده للمخلوع إلا بعد أداء التحية العسكرية، وهى ليست فرضًا ولا سنة فى هذا الموقع. 
لقد أدى سليمان التحية العسكرية لكى يثبت ولاءه على رؤوس الأشهاد، ولكى يقول لمبارك المخلوع ولكل العالم : «أنا فى مركب واحد مع هذا الرجل ولو هوت بنا إلى قاع النيل، أنا مع المخلوع ولو تخطفتنا الطير»! 
 فى المقابلة التى جرت وحضرتها بنفسى مع النائب البرلمانى الدكتور مصطفى النجار والناشط السياسى المهندس ياسر الهوارى، كان سليمان مصرّا على الحديث عن مبارك بكل الإجلال والتوقير بل التقديس، فهو بطل حرب أكتوبر الأول والأوحد، وهددنا بأننا إذا أصررنا على مطلب رحيل مبارك فإن معنى ذلك انقلاب عسكرى، وعودة إلى عام 1952، وكم كان مستاءً من لامبالاتنا بكلامه حين قلنا له سيرحل رئيسك حتى لو عدنا إلى حكم عسكرى، لقد كان يتحدث عن مبارك وهو يكاد يسجد على الأرض كلما ذكر اسمه. للأسف.. لم ينتبه أحد لما قلناه حين عدنا من المقابلة، وتفرغ البعض لاتهامات فارغة، ولو كنا انتبهنا للرسالة الصريحة التى قالها لما كنا قد غادرنا الميدان فى 12 فبراير 2011، ولكنا قد تخلصنا من حكم العسكر مرة واحدة وللأبد...! 
إن جميع أحداث القتل التى حدثت خلال أحداث ثورة يناير لابد أن يُسأل عنها هذا الرجل، لأنه قائد أكبر جهاز مخابرات فى البلد، وهو جهاز لم تنقص قدراته أو تتعطل لحظة واحدة، بعكس جهاز أمن الدولة «أو هكذا قيل لنا»! 
إننى لا أبالغ حين أقول إن جميع الاضطرابات التى حدثت بعد خلع مبارك لا بد أن يحاسب عليها السيد عمر سليمان، لأن جميع قيادات المخابرات العامة والعسكرية تلامذته ورجاله، إن كل الأماكن التى أدارها الجنرال عمر سليمان مازالت تعمل حتى اليوم بعقليته بما فيها أكثر الأجهزة حساسيةً فى هذا الوطن، وستظل كذلك إذا لم تتم هيكلتها مرة أخرى. 
إن عودة حسنى مبارك نفسه للرئاسة أقل ضررًا من أن يصبح عمر سليمان رئيسًا لمصر، والمكان المناسب للسيد سليمان هو السجن، وليس الترشح للرئاسة. 
 إن انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة مصر أهون من أن يصبح عمر سليمان رئيسًا، ومجرد ترشح هذا الرجل يعتبر دليلاً على أن الثورة لم تكتمل، ودليل على أن مصر ستتحرك مرة أخرى قريبًا لتصحح كثيرًا من الأوضاع. 
 اليوم.. يمتطى هذا الرجل حصان الديمقراطية التى قال إن الشعب المصرى العظيم غير مهيأ لها، لكى يستكمل مطالب الثورة التى قال إنها مؤامرة أجنبية، طالبًا دعم الشباب الثورى الذى قال إن الإسلاميين يحركونه، مدعومًا من كل قوى الشر، وللأسف... مدعومًا من بعض المخدوعين من الشعب المصرى. 
 إن من يظن أن هذا الرجل سينقذ مصر سيلعنه أبناؤه، لأنه سيورثهم استبدادًا وتخلفًا أكبر مما ورثه هو عن آبائه. ستسيل دماء كثيرة لو أصبح هذا الرجل رئيسًا، وليس ذلك تنبيهًا للثوار فقط، بل هو تنبيه لكل رجالات عصر مبارك الذين سيعلمهم السيد الجنرال كيف لم يتعاملوا معه «بالتقديس» المطلوب، وكيف استغنوا عن خدماته بشكل غير لائق «فى نظره». 
 إن رجل التعذيب الأول فى العالم الذى حول مصر لأكبر متعهد تعذيب على كوكب الأرض لن يغفر لكل من اشترك فى هذه الثورة، ولن يغفر لهذا الشعب أنه فكر فى الحرية، وإننى أدعو كل من تعرض للتعذيب أو التحقيق فى العالم كله بسبب هذا الرجل أن يتكلم. إن مسرحية ترشح سليمان «بعد إلحاح الجماهير» أمر يدعونا جميعًا إلى العمل لكى لا يصل هذا الرجل إلا إلى المكان الذى يستحقه، فالمفترض الآن أن يكون جالسًا فى غرفة تحقيق لنعرف منه كيف أدار البلد وكيف أدار جهاز المخابرات، وماذا فعل فى أمننا القومى على مدى عشرين سنة. لذلك أدعو جميع المصريين وجميع الثوار الأبرار إلى التوحد خلف مرشح رئاسى واحد، لكى لا نخسر المعركة الأخيرة، ولكى نجنب الوطن دماء ستسيل لو وصل عدو الثورة الأول إلى رئاسة الجمهورية فى غفلة منا. عاشت مصر للمصريين وبالمصريين. عبد الرحمن يوسف ..

ليست هناك تعليقات: