الجمعة، 24 فبراير 2012

الجماعة الإسلامية .. نظام مبارك دفعنا للقتل وحمل السلاح غير وارد.. فيديو


مصر الثورة - الجماعة الإسلامية
 تأجيـــل الحـــكم علي مبــارك بتواطــؤ من العســـكر



إسلام الغمري 
القيادي بالجماعة الإسلامية 
 تأجيل الحكــــم علي مبـــــارك تواطــــــؤ من العسـكر  
 مراجعاتنا الفقهية لم تكن تكتيكية 
وقادة الجماعة ليسوا بوجهين
 تنقلت بين مخابئ جبال الأفغان وحاربت مع المجاهدين ضد ظلم السوفيت
 حملنا السلاح في السابق ضد نظام لا يعترف بالحوار

من مقاعد الإرهاب والدم إلي مقاعد المجاهدين ونجوم السياسة تحولت صورة ووضعية قادة الجماعة الإسلامية قتلة السادات جميعهم قادة في حزب البناء والتنمية ومعظمهم قطعاً حجزوا مقاعد ساخنة في دائرة الضوء السياسية. الدكتور إسلام الغمري واحد مهم من هؤلاء.. وعضو الحزب البارز وأصحاب الرءوس والأطروحات المثيرة للانتباه والجدل، هنا حوار معه يكشف فيه الغمري كواليس المجاهدين في أفغانستان ويتهم صراحة مجلس العسكر بالتواطؤ في المحاكمات الدائرة الآن لكبار رءوس النظام السابق ..
 إلي نص الحوار
كيف استطعتم التخلي عن فكرة العنف وتبني أفكار جديدة قائمة علي البناء والتنمية المجتمعية؟ 
 كانت الجماعة الإسلامية منذ نشأتها ضحية النظام السابق حيث أراد هذا الشباب الصاعد الواعد في بداية الثمانينيات أو أواخر السبعينات تحديداً أن يقدم فكرة شبابية ثورية وأن يعبر عن آمال وطموحات هذا الشعب في وقت كانت الأصوات فيه خافتة وكانت الحريات مكبوتة وكانت الرؤي محدودة ولم تكن وسائل الإعلام والسموات مفتوحة كما هي الآن ولم تكن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيرهما وفي هذا التوقيت أراد شباب الجماعة الإسلامية أن يقدم لأمته شيئاً نحو التغيير فلم يسمح النظام السابق لهذا الشباب بالتعبير السلمي ولم يستوعب هذه الطاقات وهذه العقول الشبابية التي يكون فيها شيء من التوزان وشيء من السخونة وبدأ النظام يصطدم بهم صداماً عنيفاً وبدأ يغلق الأبواب ويغلق كل القنوات مما أدي في جزء من تفاعلاته أن أرادت الجماعة الإسلامية أن تدفع عنف النظام وقوة النظام من بعض ما يدفع به فاضطرت اضطراراً نحن نأسف أننا اضطررنا إليه وكنا نتمني ألا ندفع إليه فروح كل مصري ودم كل مصري له ثمن وله احترام و له قدسية وكنا نتمني ألا ندفع لذلك ونحن نحمل النظام الذي سلب الحريات وانتهك الأعراض وسد الأبواب هذه المسئولية كاملة، كان ينبغي له أن يفتح ذراعيه كاملة، كان ينبغي له أن يفتح قلبه لهذا الشباب الذي ما كان يريد إلا الخير ولكن حدت ذلك ونحن لو عادت بنا حركة الزمن لما تمنينا أن نقحم وأن نظلم وأن نضطهد أو أن نغيب في السجون ظلماً وعدواناً في أشياء نحن لم نكن سببا فيها إلا أن هذا النظام أراد لنا ذلك .
 * إذن كيف كان التحول من العنف إلي السلم؟
 بعد أن وضعنا النظام في هذا الموضع امتن الله علينا سبحانه وتعالي عن حرية مطلقة وفكر مستفيض بأن وفق أبناء الجماعة الإسلامية إلي مراجعات فكرية متزنة مرتكزة علي الفهم الشرعي الصحيح وعلي الفهم الواقعي وعلي التجربة الصحيحة بما فتح أفقاً ونحن نعتبر أن مراجعات الجماعة الإسلامية سبباً رئيسياً في نجاح الثورات العربية أو الربيع العربي كله لأن بمراجعات الجماعة الإسلامية حدثت مراجعات شبيهة في ليبيا وحدثت مراجعات في غيرها من الدول التي كانت تعتبر مصر رأس فعل ومقدمة لكل الحركات الإسلامية فمصر في مقدمة القاطرة عندما حدث في مصر شيء من الانفلات والعنف والعنف المضاد حدث أيضاً في ليبيا وغيرها وعندما جنحت الجماعة الإسلامية إلي تغليب العقل وتغليب الحكمة والتراجع عن أسلوب صدامي أو أسلوب عنيف نتج عن هذا الأمر أن انحسرت أيضاً هذه الأفكار وقامت هذه الحركات بحركات مراجعة شبيهة وبذلك تكون الجامعة الإسلامية قد دشنت وفتحت السبيل أمام العمل السلمي فقط منذ مبادرة الجماعة الإسلامية عام 1997 وهذا بشكر وبحمد للجماعة أنها أغلقت باب العنف والمبرر الذي كان النظام العالمي والنظام المباركي كان يدفع الأمور وكأن الإسلام هو دين الإرهاب ودين الكراهية ودين الصدام بالآخرين وشوه به صورة الإسلام وكثير من الحركات الإسلامية أملاً منه أن يظل قابعا علي كرسي الحكم هو وبناه ويحشد ضدنا كنيسة القديسين وغيرها من الحوادث وكان النظام السابق يستخدم قانون الطوارئ أسوأ استخدام فكان يكمم الأفواه ويقصف الأقلام ويكبت الحريات ولم يكن يسمح بأي ممارسة ديمقراطية حقيقية ولعل في انتخابات 2010 كان الأمر قد وصل إلي منتهاه حيث لم يسمح لأي فصيل سواء الإخوان أو غيرهم أن يحققوا كسباً ولو بمقعد واحد بعد أن كان قد فازوا في عام 2005 بثمانية وثمانين مقعداً إلا أن النظام المصري قد أوصد الأبواب وأغلقها ألم تكن هذه المراجعات مجرد تراجع تكتيكي لتخطي ظروف مرحلة معينة؟ هذا الكلام عار تماماً من الصحة والجماعة الإسلامية لم تكن أبداً ذات وجهين أو أمام قول ظاهر وقول باطن، الجماعة الإسلامية يشتهر عنها دائما الصراحة والوضوح وكانت تريد منذ أنشئت أن تكون كياناً دعوياً له آليات سياسية للتغيير فأوصد أمامها الباب فلجأت عن غير قصد منها إلي طريق مظلم لم تكن تسعي إليه ولا تريده بل أقحمها فيه النظام السابق إقحاماً تم عندما فتحت أمامها الأبواب فلا يقول عاقل أو ذو ثقافة إنه يريد أن يعود مرة أخري إلي مربع هو يعتقد أنه قد دخل فيه خطأ وان وجوده فيه أضره وأضر غيره فنحن بكامل إرادتنا وبكامل تفكيرنا قد قمنا بمراجعاتنا الشرعية والحمد لله وموقفنا موقف ثابت وموقف استراتيجي والمرحلة التي كانت قبلها كانت مرحلة عابرة لم تكن تمثل وجه الجماعة الإسلامية.
* القوي الموجودة علي الساحة المصرية مثل المجلس العسكري والتيارات الوطنية والثورية
ما موقفكم منها وكيف تتفاعلون معها وهل هناك تحالفات ما أو صفقات ما مع البعض منها؟ 
بالنسبة للأطراف الفاعلة في الساحة المصرية الآن كما تفضلت هي الحركات الإسلامية والحركات السياسية الأخري غير الإسلامية والحركات الشبابية والمجلس العسكري طبعاً ضمن الحركات الفاعلة التي تريد أن تبني ونحن لا نتكلم عن ثورة مضادة أو فلول أو غير ذلك ولكن نتكلم عن التيارات الأربعة الرئيسية وإذا أرادت مصر أن تنهض وأن تتحرك نحو الأمام فلا يمكن إطلاقاً أن تهمل طرفاً من هذه الأطراف فالمجلس العسكري هو الذي يملك السلطة الآن والأطراف الشبابية تشعر بأنها قد هضم حقها ولم تأخذ نصيبها الذي كانت ترجوه وتصبوا إليه لأنها كانت مفجرة الثورة وأنها عندما حصدت لم تحصد إلا القليل وهناك التيارات الليبرالية وتشعر أيضاً أنها كانت مضطهدة تشعر أنها أيضاً تيار أصيل في المجتمع ولم تأخذ حقها المرضي التيار الإسلامي أيضاً ظلم كثيرا وطرد كثيراً وهو يعبر عن هموم المجتمع وهو يعبر عن الجسم الأكبر أو الكيان الأكبر في داخل هذا التكوين المجتمعي والذي أفرزته الانتخابات الأخيرة وبناء عليه نحن لا نمارس صفقات ولا في المقابل ابتزاز ولا في المقابل ننكر الجميل فالمجلس العسكري وهو الذي يحكم من حق أي مصري أن يقول له أصبت في كذا أو أخطأت في كذا، قد نتفق مع المجلس العسكري في نقاط ونحمده علي نقاط لأنه كان سبباً رئىسياً في نجاح الثورة المصرية عندما أمر الجيش المصري بعدم إطلاق الرصاص وحماية الثورة فنحن نحمد الجيش المصري مواقفه الطيبة كذلك ما تم من انتخابات نزيهة ولكن لنا ملاحظات علي المجلس العسكري عندما أراد الدكتور علي السلمي مثلاً أن يضع وثيقة المبادئ فوق الدستور نحن نزلنا في مليونية يوم 29 يوليو وكان لنا موقف مواز مع جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية برفض هذه الوثيقة التي كانت تنص علي خصوصية غير عادية للجيش وتضعه كسلطة عسكرية فوق كل السلطات ورفضنا هذا الأمر ولو كان بيننا وبينه صفقة لما اعترضنا علي ذلك و لكن عندما نجد أنه أحسن نقول له أحسنت وان أخطأ له أخطأت ولكن لا نهضمه حقه ولا نحمل الأمور فوق ما تحتمل ...........
 ما رأيكم في اتهامات بعض القوي للمجلس العسكري بالتواطؤ والتسويف في عمليات محاكمة رموز النظام السابق وعلي رأسهم الرئيس السابق مبارك؟ 
 في الحقيقة نحن نضم أصواتنا بشكل كبير إلي من يقولون ان هناك تباطؤا وقد يكون في بعض الأمور فصائل تقول إن هناك تواطؤ وقد يكون هذا موجود لأنه كان هناك شراكة لمدة ثلاثين عاماً وهناك من يفسر ذلك بأن المجلس العسكري لو أراد أن يهدم النظام السابق جملة واحدة لانتفض عليه جملة واحدة ولما استطاع أن يسير عجلة الدولة يعني لو أراد أن يهدم كل النظام السابق بمحلياته وبكل دعائمه في كل الوزارات وفي كل الهياكل لأن النظام كان متغلغلاً في كل الأمور وفي كل المناحي الحياتية لم يكن شيئاً يسيراً فلو سعي النظام العسكري لتطهير البلاد كما يرغب البعض في سرعة التطهير المطلق في كل الجوانب قد يكون مبررهم في ذلك وأنا لا أذكر ذلك تأييداً لهذه الفكرة ولكن لعله وقع في خاطره أو بعض مستشاريه أنه لو فعل ذلك لانتفضت عليه الأمور جملة واحدة فأراد أن يطهر الأمور ويعالج الأمور علاجاً تسكينياً أو علاجاً تدريجياً بطيئاً وهذا الأمر لا يرضي أي ثوار فالثائر دائماً يريد أن يري ثمرة ونتيجة مباشرة فهذا الأمر وهذا التباطؤ وقد يكون شيئاً من التواطؤ هو الذي جعل المجلس العسكري محل نقد ممن شاركوا في الثورة وجعل هناك تخوفاً وقد يكون من بعض الأفراد التي زادت عندها الحساسية قد وصل لشبه تخوين عندما وصل الأمر إلي حد كبير لدي بعض الفصائل الثائرة وصل الأمر إلي مراحل التخوين وليس الاتهام فقط بالتباطؤ أو التواطؤ مقاطعاً:
هل أنتم مع الاتهامات سواء كانت بالتباطؤ أو التواطؤ أو التخوين أم ضدها جميعا؟ 
 نحن نتهم المجلس العسكري أنه متباطئ وكان ينبغي عليه أن يسرع في قضايا محاكمة قتلة الثوار وكذلك استرداد الأموال المنهوبة فنحن نتهمه بالتباطؤ لاسيما أننا في مراحل التسعينيات كان إخواننا يحكم عليهم سريعا جداً جداً وإعدامات سريعة جداً جداً بخلاف ما يحدث الآن فنحن نختلف معهم في هذا التباطؤ الشديد الذي أخل بالثورة والذي أحدث فجوة كبيرة بين أبناء الشعب..
 كيف تنظرون إلي ما يحدث الآن علي الساحة من عمليات تخوين وتكفير وإقصاء واستقطاب من مختلف التيارات وماهو موقفكم منها؟ 
 التيار الإسلامي وقد منحه الشعب المصري أغلبية ينبغي ان تكون البادرة ومد اليد من اتجاهه بأن يبادر بشكل عملي وليس قولاً فقط يعني أقوال مطمئنة وأعمال مطمئنة أيضاً لكل شرائح المجتمع والأمر هذا سيتمخض أو سيظهر بشكل واضح عند وضع الدستور فلابد أن يضع الدستور كل الشعب المصري بشكل توافقي ويضرب التيار الإسلامي مثلاً حمياً وطيباً لاستيعاب كل الأطياف وفي تجاوز هذه المحنة حتي نكون نموذجاً للتواصل والترابط وإيقاف نبرات التخوين والاستقطاب بمعني أننا نتمني ألا يحدث تعميم بأن نصف حركة كذا بأنها خائنة أو حركة كذا بأنها كذا لأننا عانينا أشد المعاناة باتهامنا بهذه الاتهامات ومورس ضدنا هذا الأمر فلا يعقل إطلاقاً أن نمارس هذا الدور أو أن نشارك فيه فنتجنب التخوين العام إذا أخطأ إنسان بمفرده فنقول له أخطأت بمفردك ولا نعمم أي لا نمارس السياسة التي تقول السيئة تعم والحسنة تخص هذا الكلام مرفوض فالسيئة أيضاً تخص من فعلها وإذا أخطأ كيان في مجمله واستطعنا أن نحمل له الأمر علي محمل حسن فلا داع أن نحمل الأمر كلها علي محمل سييء وهناك أشياء تحتاج أيضاً إلي تفسير وهناك بعض الشباب قد يخرج قد يكون لديه حماسة أو مطالب وقد يكون له ثوران معين دورنا أن نشرد هذا الثوران ونتفهم بعض المطالب ونتفهم الطبيعة العمرية والطبيعة الشبابية ولكن لا نتجه للتخوين ولا نتجه للبتر والفصل بل نسعي دائما بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن أن نمد جذور التعاون والتواصل والثقة بيننا وبين الآخرين ..
لو لم تأت الانتخابات بالإسلاميين فهل كنتم ستعيدون النظر في العودة لحمل السلاح مرة أخري؟
الانتخابات أتت بالإسلاميين حقيقة الإخوان وحزب النور ونحن ضمن العمل السياسي لنا نواب ونحن سنشارك أو سندرس المشاركة لو عرض علينا المشاركة في أي حكومة قادمة وهذا محل دراسة ولكن لو لم تأت بنا الانتخابات هل كنا سنحمل السلاح أو نضطر لحمل السلاح مرة أخري أقول إن هذا الأمر قد راجعناه وهذا الأمر قد توقفنا عنه قبل الثورة وبعد الثورة أحري بنا وأجدر أن نحترم هذه الإرادة ونحترم ما التزمنا به استراتيجياً وما التزمنا به هو أن العمل السلمي هو ما سينجح وأن العمل السلمي يحرك ويغير ما لا تحركه جيوش العالم..
مصر الثورة - الجماعة الإسلامي


ليست هناك تعليقات: