الخميس، 23 فبراير 2012

حين يذهب مبارك إلى طرة هل سيقرأ فى كتاب الموتى أم يبرر خيانته



فى وصـــايا الأدب المصــرى القــــديم
 هل مبارك سيصرخ وهو شبه نائم على سرير القفص ، بأنه طاهر ، طاهر
 كما كان يصرخ المصرى القديم فى كتاب الموتي



فى وصايا الأدب المصرى القديم ، وتحديداً فى كتاب الموتى يقول الميت أمام قضاته ، إنى يا إلهى لم أجع أحداً ولم أبك أحد ، وما قتلت وما غدرت بل وما كنت محرضاً على قتل ، إنى لم أسرق من المعابد خبزها ، ولم أغتصب مالاً حراماً ولم أنتهك حرمة الأموات ولم ارتكب الفحشاء ولم أدنس شيئاً مقدساً ، إنى لم أبع قمحاً بثمن فاحش ولم أطفف الكيل ، أنا طاهر ، أنا طاهر ، أنا طاهر ، ومادمت بريئاً من الإثم فاجعلنى يا الله من الفائزين ، هذا ما قاله الميت لقضاته ، ترى هل عندما يتقرر خلال أيام ذهاب مبارك إلى طرة ، المستشفى أو السجن سيقرأ تلك الكلمات الرائعة ، وهل ساعتها أيضاً سيجرؤ على أن يتحدث مع قضاته سواء المباشرين المستشار أحمد رفعت أو غير المباشرين من ثوار مصر ، هل سيجرؤ على القول أنه ليس السبب فى مجاعة وإفقار ما لا يقل عن 40 مليون مصرى أو أنه لم يحرض على قتل الآلاف من أبناء شعبه قبل وبعد 25 يناير 2011 ، أو أنه لم يسرق وينهب هو وأولاده ثروات مصر العقارية والنفطية وتعاملوا مع البلد وكأنها ملك خاص أو عزبة له ولأسرته ، هل سيجرؤ مبارك على الإدعاء بأنه لم يظلم ، ولم يسجن ، ولم يقهر شعبه طيلة 30 عاماً ..... أما تراه سيمتلك الجرأة لكى يبرر خيانته العظمى التى أنتجت كامب ديفيد وعلاقات التبعية المهينة مع واشنطن وعواصم الغرب ، تلك العواصم التى لاتزال تلعب مع الثوار والإخوان نفس اللعبة القديمة ، وأخيراً هل مبارك سيصرخ وهو شبه نائم على سرير القفص ، بأنه طاهر ، طاهر ، طاهر كما كان يصرخ المصرى القديم فى كتاب الموتي
 أحسب أنه ، ومن شدة تصديقه لنفسه وحالة التيه التى يعيشها قد يظن نفسه بالفعل طاهر الذيل ولم يرتكب إثماً ، بل ربما يتهم شعبه بأنه هو المجرم وأن مبارك وعائلته من ضحايا هذا الشعب ، ولو قدر لنا أن نسأل وبتأمل فلسفى ، ولو للحظة ، فيما يفكر فيه الآن المخلوع محمد حسنى مبارك لاكتشفنا أنه ربما الآن يقول ان هذا الشعب ناكر للجميل ، وأنه كان ينبغى أن يكون كله منضوى فى جماعة آسفين يا ريس ، وذلك لأنه قدم لهم - تماماً كما يدعى محاميه فريد الديب - عشرات الانجازات ، ليس من بينها بالطبع الفقر والذل والسجن والدم ، والخيانة . ربما يفكر مبارك الأب والابن بهذا التفكير .. إلا أن الحقيقة التى يعلمها أصغر طفل فى بلادنا ، أن هذا الرجل يستحق ، بما اقترفت يداه ، محاكمة ثورية سياسية وليس محاكمة مدنية كالتى نشاهد وقائعها منذ عام بلا نتيجة جادة يستوجبها ميزان العدل ؛ الأمر الذى أثار الناس مجدداً فى التحرير وأمام ماسبيرو ؛ ولو صدق القائمون على أمور البلاد مع شعبهم لطبقوا منذ ستة أشهر أى منذ بدء هذه المحاكمة الهزلية القصاص القرآنى على مبارك ؛ وهو الإعدام ، وفى قلب ميدان التحرير ، أما لماذا ، فالإجابة غاية فى البساطة لأنه كان راعى لهذا الوطن ، ولأن كل راع مسئول عن رعيته كما نبئنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد خان مبارك تلك المسئولية ، لقد خان الرعاية والأمانة واشترك ضمناً أو فعلاً فى قتل وسجن وتعذيب وإفقار شعبه ، وفوق هذا وذاك جعل من الوطن ؛ رهينة فى أيدى الصهاينة والأمريكان ولو كان الأمر وفقاً لشريعة السماء ، وشريعة العدل ؛ لأعدم الرجل ، وباقى أركان حكمه ، فاستراح وأراح . لقد وضع قدماء المصريين كتاب الموتى لأمثال مبارك من الفراعنة ، لكنه لم يتعظ ، فاستحق أن ينزل الله به العقاب ، فمتى نرى حكم الله فيه ، وهل سيتعظ وكلاء امريكا بهذة النهاية ام سيعدون انتاج حسنى مبارك ولكن هذة المرة بلحية ..

ليست هناك تعليقات: