السبت، 30 يوليو 2011

الهـوية الإسـلامية ليست ضـد مفهـوم مدنيـة الدولـة . فيديو


.. دولة مدنية.. بهوية إسلامية.. 
المصـــالح والأفكـــار والانحيازات المسبقة 
تصل بنا الى صـدام يقضـى على الثورة 
ويقضـــى على حلـــم التغيير
 ويقضى على مصر نفسها


معركة جديدة بشأن هوية مصر:
 إسلامية أم مدنية؟ الإســــلام والمدنيـــة

من يظن أن الهوية الإسلامية للدولة تؤثر أو تقلل من مدنيتها فقد وقع فى خطأ كبير بل ربما يعاني من قصور شديد فى الفهم والقدرة على استيعاب الأمور؛ فالإسلام دين أسس قواعد الدولة المدنية وخرج بها للحياة وهى الدولة التى لم يكن لها وجود قبله لأن العالم كان يعيش عصورا مظلمة تحت وطأة الفرقة فى كل شىء.. فرقة الدين واللغة.. فرقة اللون والجنس.. فرقة بين طبقات معصومة وأخرى محكومة.. فرقة غيبت المساواة والعدل ورفعت راية التمييز بين السلطة الدينية والسياسة وبين عامة الشعب.. ولم يكن لأحد أن يجاهر باختلافه العرقي أو الديني وإن فعل سيكون الجزاء القتل أو النفى.. هكذا كانت الحياة قبل أن تقوم الدولة المدنية فى رحاب الإسلام.
"ليس من المنطقي طرح السؤال عن شرعية الدولة المدنية، لأن الدولة المدنية ليست نقيضا للدولة الإسلامية وإنما هي نقيض للدولة البوليسية العسكرية التي تظهر بصور متعددة، فقد تكون الدولة المستبدة دينية يحكمها رجال الدين بالمعنى الثيوقراطي وادعاء الحكم الرباني الإلهي لمن يزعمون لأنفسهم العصمة والقداسة"
"الحاكم في الإسلام لا يستمد مشروعيته من قوة غيبية، بل هو فرد عادي يستمد ولايته من الأمة التي اختارته وكيلا عنها بمحض إرادتها وهو مسؤول أمامها في الدنيا، فضلا عن مسؤوليته أمام الله يوم القيامة. لكن مسؤوليته في الآخرة فردية لا تنقص في شيء من مسؤوليته الدنيوية الكاملة أمام شعبه"..
*** ليس من مصلحة أحد أن يتسع الشقاق السياسى بين قوى الثورة، فالإسلاميون والليبراليون صنعوا معًا هذا التغيير، ولا يمكن لأى قوى الاعتقاد أنها قادرة وحدها على الانفراد بالشارع، أو أنها صنعت الثورة وفرضت عليها الحماية بمفردها ضد النظام السابق. ولذلك أحذر من أن تنجرف الأحزاب الليبرالية إلى ردة فعل مبالغ فيها تجاه رفع الشعارات الإسلامية فى الميدان، أحذر خوفًا على مدنية الدولة وخوفًا على الهوية الإسلامية معًا. يقينى أن الهوية الإسلامية ليست ضد مفهوم مدنية الدولة، قلت هذا مرارًا، وأكرره، ولا أشك فى صحته مطلقًا، وبدلاً من توسيع الشقاق السياسى إلى نقطة اللاعودة، أدعو الأحزاب الليبرالية والقوى الإسلامية إلى عقد حوار وطنى موسّع لمناقشة هذه المشكلة الفكرية التى تصطدم بها مصر فى لحظة تاريخية نادرة. نحن نستطيع، حرصًا على هذا البلد، أن ندعو للتقريب بين الفكرة المدنية، وبين الهوية والاعتقاد والانتماء الحضارى والتاريخى للإسلام، أما ردود الفعل الغاضبة فقد تؤدى إلى ترويج أفكار من عينة أن (المدنية والليبرالية تساويان الانحراف والبعد عن العقيدة وعن الأخلاق)، وهذا ما ينبغى علينا مقاومته بكل ما أوتينا من قوة إن كان من بين الأحزاب الليبرالية رجل رشيد فليدعُ لهذا الحوار الفكرى حتى يتم الاتفاق على المصطلحات، وحتى تستطيع القوى السياسية بانتماءاتها المختلفة التعايش تحت مظلة واحدة هى حرية وتقدم هذا البلد. ليكن الشعار.. دولة مدنية.. بهوية إسلامية.. أما إن دخلت المصالح والأفكار والانحيازات المسبقة، فقد نصل إلى صدام يقضى على الثورة ويقضى على حلم التغيير ويقضى على مصر نفسها.
 ماذا تعنى (دولة مدنية بمرجعية إسلامية)؟





ليست هناك تعليقات: