الخميس، 19 مارس 2015

مبارك سـرب وثـائق الســادات السرية لبريطانيــا وفضحة كارتر


كواليس السياسة المصرية بين السادات ونائبه مبارك 
 وثائق خيانة المخلوع مبارك وأسراره الخفية
.. التي لا يعرفها أحد ..


فضح "جيمي كارتر" الرئيس الأمريكي الديمقراطي التاسع والثلاثون الذي شغل مهام منصبه في الفترة من 20 يناير 1977 حتى 20 يناير 1981 .. 
النائب مبارك .. لدي السادات.... عرضًا قدمه الرئيس السادات سرًا لتزويد إسرائيل بمياه نهر النيل مقابل اعترافها بالقدس عربية عاصمة للدولة الفلسطينية..
  مبارك سرب وثائق السادات لبريطانيا.. 
يتغنى أنصار الرئيس المخلوع حسنى مبارك بعبارة قالها في إحدى الخطب التي أطلقها قبل خلعه وقال فيها إن التاريخ سيذكر ما له وما عليه وأنه ضحى في سبيل هذا الوطن. 
 المفارقة أن نفس العبارة حولها أتباعه إلى مبادرة لتكريمه بعد أحكام البراءة التي حصل عليها وتجميع أصوات تتعاطف معه لتجميل فترة حكمه. لكن المفاجأة هنا أن أوراق التاريخ التي يتحدث عنها والتي ننشرها بالمستندات تفضحه وتكشف وثائق خيانته العظمى لتراب هذا الوطن وأسراره الخفية التي لا يعرفها أحد، لا يزال الكثير من أسرار(محمد حسنى السيد مبارك) والتي تدينه محظورة وخفية داخل الأرشيف السري للغاية التابع للمملكة المتحدة (بريطانيا) في ملفات رسمية يتطلب الحصول عليها تصاريح رسمية. 
 أبرزها الملف (السري للغاية) رقم 451/19 المفرج عنه من خزائن الأرشيف الحكومي البريطاني باسمي ولشخصي بموجب قانون المعلومات البريطاني رقم 2000 تحت كود حكومي رسمي:
 1 H/12/02865168 والذي ألصق بشكل مباشر وصريح ربما دون قصد من الحكومة البريطانية بالرئيس المخلوع "محمد حسنى السيد مبارك" تهمة الخيانة العظمى للرئيس المصري "محمد أنور السادات" الذي عين مبارك جانبه في منصب نائب الرئيس. 
 ويكشف الملف البريطاني السري المصنف طبقًا للقانون البريطاني تحت بند (منتهى السرية) تفاصيل اتصالات مبارك - وقتها - مع لندن ضد البروتوكول الدبلوماسي والسياسي أثناء توليه منصب نائب الرئيس السادات خلال الفترة من 16 أبريل عام 1975 حتى حلفه لليمين الدستورية كرئيس لمصر بتاريخ 14 أكتوبر 1981. 
 يتهم الملف البريطاني الرسمي رقم 451/19 صراحة النائب مبارك مباشرة بنقل الأسرار المصرية وارتكاب جناية الخيانة العظمى بسبب تسليمه باليد (خارج البروتوكول) بشكل خفي غير رسمي ودون المنطق السياسي والحكومي، مكاتبات رئاسية مصرية سرية للغاية شخصية خاصة بالرئيس السادات إلى الحكومة البريطانية بتاريخ 2 سبتمبر 1980. 
 الخطير هو أن الملف البريطاني الذي يمكن لكل إنسان الحصول على نسخة خاصة منه عقب طلبه بالطرق القانونية العلنية، وقد وثّق واقعة تسليم مبارك الوثائق المصرية السرية للغاية إلى السيدة (مارجريت تاتشر) رئيسة الوزراء البريطانية الملقبة بـ (المرأة الحديدية) الثابت شغلها منصبها خلال الفترة من 4 مايو 1979 وحتى 28 نوفمبر 1990 وذلك أثناء زيارة رسمية قام بها مبارك بصفته نائب الرئيس المصري إلى مكتبها في لندن بتاريخ 2 سبتمبر 1980 ومع أن الزيارة كانت معلنة ورسمية غير أن واقعة تسليم الوثائق الشخصية للرئيس السادات جاءت دون تكليف سياسي وبلا سند وطلب رسمي حكومي من الرئيس السادات ودون علم الرئيس أن نائبه سلم خطاباته الشخصية إلى بريطانيا؛ حيث احتوى الملف البريطاني السري للغاية على وثيقة مؤرخة بتاريخ 3 سبتمبر 1980 ذيلت مرتين بشعار (سري للغاية) مهرت بالخاتم: الشعار الرسمي للسير (ميخائيل أونيلبيجارن أليكساندر) والذي توفي في لندن بتاريخ 1 يونيو 2002 - العضو بوزارة الخارجية البريطانية الأبرز في حكومة مارجريت تاتشر. 
 ووثقت المكاتبة الحكومية الواقعة وأرفق بها نسخً رسمية من أصل المكاتبات السرية للغاية المتبادلة بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي (مناحم بيجن) الذي شغل منصبه في الفترة من 21 يونيو 1977 وحتى 10 أكتوبر 1983 والتي سلمها النائب مبارك إلى السيدة تاتشر وأنقل من وثيقتها المحررة تحت عنوان (مكالمة من نائب الرئيس مبارك) الآتي حرفيًّا دون تدخل أو إضافة: (طبقًا للمعروف اتصل نائب الرئيس المصري مبارك بالأمس عقب انتهاء مراسم استقباله في مكتب السيدة رئيسة الوزراء وأرفق ''هنا'' مع الخطاب نسخًا من تسجيل مكالمة مبارك لتوزيعها على قائمة المسموح لهم بالاطلاع والاستماع مع نسخ من المراسلات السرية بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن التي تركها النائب مبارك لرئيسة الوزراء مارجريت تاتشر). 
والدليل الذي لا يقبل التشكيك في المعلومات البريطانية الرسمية أنه تم إرفاق نسخ بالملف البريطاني من المستندات الرئاسية المصرية التي تركها مبارك لرئيسة الوزراء البريطانية وكلها باللغة الإنجليزية تكشف مجمعة أسرار الاتصالات المصرية - الإسرائيلية وترتيبها في الملف رقم 451/19 كالآتي: خطاب صادر من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن إلى الرئيس السادات مؤرخ بتاريخ 17 سبتمبر 1978 مكون من صفحة واحدة. خطاب صادر من رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن إلى الرئيس السادات مؤرخ بتاريخ 4 أغسطس 1980 مكون من 14 صفحة. 
وكذلك خطاب صادر من الرئيس السادات إلى مناحم بيجن مؤرخ بتاريخ 14 أغسطس 1980 مكون من 35 صفحة وخطاب صادر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بيجن إلى السادات مؤرخ بتاريخ 18 أغسطس 1980 مكون من 20 صفحة وخطاب صادر من الرئيس السادات إلى مناحم بيجن مؤرخ بتاريخ 27 أغسطس 1980 مكون من صفحتين. 
وبالفحص والتدقيق يتبين دون عناء أن ملف مكاتبات السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلية مناحم بيجن اعتبر يومها من أسرار الدولة المصرية الأكثر حساسية مثلما تكشف المكاتبة المؤرخة بتاريخ 4 أغسطس 1980 أدق تفاصيل الحوار السيادي المصري السري للغاية بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي بيجن.
 ونفاجأ بين سطور تلك المكاتبة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن رفض عرضًا قدمه الرئيس السادات سرًا لتزويد إسرائيل بمياه نهر النيل مقابل اعترافها بالقدس عربية عاصمة للدولة الفلسطينية، وأنقل من الخطاب المذكور الآتي دون تدخل:
 (عزيزي الرئيس السادات لقد كتبت في خطابك إلى من يوم 2 أغسطس 1980 بالفقرة 14 تذكرني أنك وعدتني خلال لقائنا بالعريش بنقل مياه نهر النيل عبر شبه جزيرة سيناء إلى صحراء النقب في إسرائيل ومنها إلى القدس، وسمعتك تنقل على لساني مؤخرًا أنى قلت يومها أن المقدرات التاريخية والجغرافية للشعب الإسرائيلي ليست للبيع، سيدي الرئيس لقد وعدتني خلال حوارنا بالعريش بتوصيل المياه من النيل إلى صحراء النقب لكن تذكر أنك لم تذكر أن المياه ستصل إلى القدس كما تذكر معي أنى لم أقل نهائيًّا أن مقدرات الشعب اليهودي التاريخية والجغرافية ليست للبيع لأنها طريقة حوار فظة لا تتناسب مع أدب الحوار مع الرؤساء.. سيدي الرئيس تذكر أنك وعدت بتوصيل مياه النيل لصحراء النقب في إسرائيل عندما قلت لي: ''ليكن لنا رؤية في القرار وأنك مستعد لتوصيل المياه للنقب كي تتمكن إسرائيل من زراعة النقب بالتنقيط''.. وفي مقابل مياه النيل طلبت أن نحل مشكلة القدس لأننا لو حللنا تلك المشكلة فسنكون قد أوجدنا الحل لكل شيء'').
 بعدها طرح بيجن في الصفحة السادسة من الخطاب تساؤلًا مباشرًا على الرئيس السادات بقوله: (لماذا تعادى إسرائيل مع أنك وقعت على معاهدة السلام فى واشنطن بتاريخ 26 مارس 1979؟) وفى المكاتبة نفسها اتهم بيجن الرئيس السادات بتهمة معاداة السامية بشكل مباشر ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي عرضه تزويد إسرائيل بمياه نهر النيل، وفى ذات الإطار تسرب الملف من لندن إلى واشنطن ففضح "جيمي كارتر" الرئيس الأمريكي الديمقراطي التاسع والثلاثون الذي شغل مهام منصبه في الفترة من 20 يناير 1977 حتى 20 يناير 1981 النائب مبارك لدي السادات.
فحدثت أزمة الثقة الشهيرة في تاريخ كواليس السياسة المصرية بين الرئيس السادات ونائبه مبارك وتدهور الوضع بينهما إلى حد طلب السادات خروج مبارك من منصبه حتى إشعار رئاسي آخر منه وللرواية قصة وعشرات الشهود.


ليست هناك تعليقات: